وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٧١
شريعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويأتي بالإسلام الخالص كما أنزله الله، فلو قلنا إن المهدي لم يولد بعد، فكيف يمكنه الإتيان بالإسلام الخالص بعد انقطاع الوحي (1)؟! كيف سيحرز الإسلام الصحيح وسط هذه الاختلافات بين المذاهب وبعد ضياع السنة؟!!
فقول الإمامية: إن الإمام المهدي ابن الحسن العسكري، وإنه ورث من أبيه الإسلام الصحيح الذي أملاه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي (عليه السلام) وكتبه بخطه، هو القول المناسب والصحيح.
وقد ذهب كثير من جهابذة علماء أهل السنة إلى الاعتقاد بولادة المهدي (عليه السلام).
يقول الدكتور مصطفى الرافعي: " ولد الإمام المهدي في سامراء عام 255 ه‍ - وكان يوم الجمعة - وفي ليلة النصف من شعبان وذلك اثر عهد المعتز العباسي المعروف بأنه كان شديد القسوة على الإمام العسكري، وحريصا على القضاء عليه قبل أن ينجب آخر قادة أمة الإسلام وخاتم أوصياء نبي الإسلام المهدي المنتظر. ويشاء القدر أن يطاح بالمعتز العباسي ويبايع بالخلافة لمحمد المهتدي وتتم ولادة الإمام القائد بشكل هادئ.
وليس أدل على ابتهاج الإمام العسكري بوليده القائم المنتظر، ولما يؤمل فيه من خير عميم للإسلام والمسلمين، أنه أمر أن يتصدق شكرا لله على ما أنعم بعشرة آلاف رطل من الخبز ومثلها من اللحم، وأن يعق عنه ثلاثمائة رأس من الغنم ".
قال: " وقبل أن أعرض لفكرة المهدي في ضوء الكتاب والسنة والعقل والحكمة، أود أن أشير إلى أن القائلين بظهور المهدي - وأنه الآن على قيد الحياة - ليسوا الشيعة الإمامية وحدهم، بل إن كثيرا من علماء السنة وافقوهم في اعتقادهم هذا... " (2).
وقد تتبع علماء الشيعة أقوال علماء السنة الذين قالوا بولادة الإمام المهدي (عليه السلام).
وقام الأستاذ ثامر هاشم العميدي بجمع وترتيب أسماء هؤلاء العلماء بحسب القرون فكانوا (128) عالما اخترنا منهم:

1 - أخذنا هذه الفكرة من كتاب (في انتظار الإمام) للدكتور عبد الهادي الفضلي فراجعه.
2 - إسلامنا: ص 187 - 188.
(٥٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 ... » »»