وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٧٤
وقال الشيخ سليمان القندوزي الحنفي: " المحقق عند الثقات أن ولادة القائم (عليه السلام) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء " (1).
وتقول المدرسة الإمامية: إن للمهدي غيبتين. قال الرافعي: " هذا وللمهدي حسب أخبار أئمة أهل البيت - غيبتان: صغرى وكبرى، فالصغرى مدتها أربع وسبعون سنة، تمتد من تاريخ ولادته (2) إلى حين انقطاع السفارة بينه وبين شيعته، وأن هؤلاء السفراء كانوا يرونه وينقلون منه وإليه الأسئلة والأجوبة...
وعدد هؤلاء السفراء في زمن الغيبة الصغرى أربعة لا غير، هم: عثمان بن سعيد بن عمرو العمري، ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري، والحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، وعلي بن محمد السمري رضوان الله عليهم.
وأما الغيبة الكبرى فهي التي تحصل بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف " (3).
وقال: " وبهذا يكون الأرجح صحة فكرة المهدي باعتبارها أحد الأمور الخارقة للعادة، كالنار التي جعلها الله بردا وسلاما على إبراهيم، والعصا التي صيرها ثعبانا لموسى...
ومن هنا يكون الأولى بكل مسلم والأحوط لدينه أن يعتقد وجود المهدي حيا إلى حين ظهوره ثانية!!...
ولا نقبل الاعتراض بأن المهدي من المستحيل بقاؤه حيا ما ينيف على ألف سنة، لأن طول العمر هذا جرى لغيره من قبله، كنبي الله نوح (عليه السلام) الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما...

١ - راجع: شمس المغرب: ص ١١ عن ينابيع المودة: ص ٤٥٢.
٢ - والصحيح إن الغيبة الصغرى كانت سنة 260 ه‍ يوم استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
3 - إسلامنا: ص 189.
(٥٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 ... » »»