الرضا، فهذا الرضا عنهم مشروط على الاستقامة والوفاء بالبيعة. فحين قال الله تعالى:
(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) (١)، عقب بقوله: (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) (٢).
وهذا يدل على أن هناك من سوف ينكث بيعته، فالله يرضى عن عبده ويغضب عليه: حسب عمله، والصحابة لا يخرجون من هذا القانون.
٤ - ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه﴾ (٣).
" وهذه الآية الكريمة لا تدل على عموم الصحابة، وإنما تدل على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وتدل على التابعين لهم " بإحسان "، وكان من حق الآية أن تكون هكذا " والذين اتبعوهم رضي الله عنهم " إلى آخره. فلفظة " بإحسان " تدل على أن هناك من يتبعهم لكن بغير إحسان، وهي مقيدة للإطلاق " (٤).
٥ - قال تعالى: ﴿يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين﴾ (5).
إن المدح في هذه الآية للمؤمنين الذين اتبعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهي لا تعم جميع الصحابة حتى نقول بعد التهم، فماذا نفعل بالصحابة المنافقين؟ وماذا نفعل بالصحابة المرتدين؟ وماذا نفعل بالأعراب الذين بلغوا ثلاثين ألفا؟ فالله نفى عنهم صفة الإيمان (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا)، فأكثرهم غير مؤمنين فكيف نشركهم بالآية؟ وماذا نفعل بالصحابة الذين يساقون إلى النار ولا يبقى منهم إلا مثل همل النعم؟ فلو كانوا مؤمنين لما دخلوا النار، وهمل النعم هم المقصودون في الآية، لأن الله لا يمدح أهل النار!