وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢١٥
المنكرة، فإن موسى (عليه السلام) أجل من أن يجوز على الله سبحانه وتعالى النوم، وقد أخبر الله (1) في كتابه العزيز بأنه الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض " (2).
لقد كان أبو هريرة يأخذ عن مخبرين ككعب وغيره وينسب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دون ذكر لاسم الشخص الذي أخذ عنه، فهل يرضى الله أن نأخذ ديننا عن رواة يأخذون عمن هب ودب من اليهود والمنافقين؟ وإذا كانت أم المؤمنين كذبته في قوله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
" من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم " فكيف نأمن أن لا تكون أحاديث أبي هريرة كهذا؟
وإذا أخطأ في هذا الحديث فهو معرض لأن يخطئ في غيره.
فالحق إن جعل الصحابة نقلة للسنة أمر خطير، وأنا لا أريد أن آخذ ديني عن مجهول قد يكون يهوديا ماكرا أو منافقا خبيثا. فعلى علماء الحديث أن يبينوا لنا هؤلاء المخبرين الذين كان يأخذ عنهم أبو هريرة حتى نطمئن بأنهم ليسوا من اليهود أو المنافقين، ثم ننظر فإن لم يقدروا على ذلك فليرحموا أنفسهم بالبحث عن مرجعية أفضل..
الصحابة يخطئون بالنقل كان هناك قسم من الصحابة يغلطون بالرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا أمر خطير، فلربما نقلوا لنا الكثير من الروايات المغلوطة، ويتعبد بها الملايين، وهي ليست كما قال النبي، والأمثلة على ذلك كثيرة.
عن مطرف قال: " قال لي عمران بن حصين: أي مطرف، والله إن كنت لأرى أني لو شئت حدثت عن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يومين متتابعين لا أعيد حديثا، ثم لقد زادني بطئا عن ذلك وكراهية له، أن رجلا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) - أو من بعض أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) - شهدت كما شهدوا وسمعت كما سمعوا يحدثون أحاديث ما هي كما يقولون، ولقد علمت

(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»