ولا أدري كيف سينشغل الناس بالقرآن ويفهمونه دون سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وبناء على هذا القول يجب ألا تدون السنة مطلقا وأن لا تنشر كي لا يتكل الناس عليها!!
إن السنة موجودة الآن في كتب السنن، ولا نرى المسلمين منشغلين بها دون القرآن.
إذن فما محل هذه التعليلات من الصحة؟!
ولذلك فلابد من التأكيد على أن سيرة الصحابة في تعاملهم مع السنة من حرق ومحو ومنع انتشارها لدليل واضح على أن الله لم يختر الصحابة لبيان دينه...
قلة تلقي الصحابة عن النبي وانشغالهم أنكر عمر بن الخطاب على أبي قراءته وقال بأنه لم يسمع بها من قبل، فقال له أبي:
" إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق " (1).
وحين شهد أبو سعيد الخدري لأبي موسى الأشعري في قضية الاستئذان قال:
" قد كنا نؤمر بهذا. فقال عمر: خفي علي هذا من أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألهاني الصفق بالأسواق " (2).
وقال البراء بن عازب: " ما كل الحديث سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كانت ضيعة وأشغال، ولكن الناس لم يكونوا يكذبون يومئذ، فيحدث الشاهد الغائب ".
وورد عنه قوله: " ما كل الحديث سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان يحدثنا أصحابنا عنه، كانت تشغلنا رعية الإبل " (3).