وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٢
وأهله، وإذا بالصورة قد انعكست، فكان هو سبب هدايتي، وفقه الله.
ولا أنسى تلك اليد - يد الرحمة الإلهية - التي كانت تعطف علي باستمرار أيما عطف. فلك الحمد رباه حمدا يليق بجلالك العظيم ومنك الجسيم.
لماذا هذا الموضوع؟
لقد أخبرنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة في الجنة (1).
ونحن نرى اليوم المسلمين فرقا عديدة، وكل واحدة تدعي انها على الحق، وقد رأيت هذا الأمر مهما جدا وعليه يتوقف مصير الإنسان، لذا فحري بكل مسلم يرجو الخلاص يوم القيامة ان يجتهد في معرفة هذه الفرقة فيتبعها.
وأنا بحمد الله قد فعلت، وبعد البحث الجاد وجدت هذه الفرقة، وثبت لي بالدليل العقلي والنقلي انها هي الناجية، وسأثبت ذلك في هذا الكتاب.
ومن الغريب ان المسلم يقرأ حديث الافتراق هذا ولا يقوم بواجبه الشرعي في البحث عن هذه الطائفة بحرية وموضوعية كي تبرأ ذمته ويلقى ربه بقلب سليم.
وخبر الافتراق " لا يمكن معه اختصار الفرق إلى سبعين ولا إلى سبع، فضلا عن واحدة. فالخير اذن كل الخير ان يبحث الانسان عن الحق ويعتقده ويدعو إليه وان خالفته الدنيا كلها، وان يجتنب الضلال ويدعو إلى نبذه ولو داهنه أصحابه

١ - راجع حديث الافتراق في مستدرك الحاكم ١ / ٦ و ١٢٨. سنن الترمذي ٥ / 26. مسند أحمد 2 / 332.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»