الفصل الخامس اللغة والمذاهب الإسلامية سبق أن ذكرت موقف المذاهب الإسلامية في موضوع اشتراط عروبة الخليفة من حيث اللزوم وعدمه وكذلك اشتراط اللغة العربية في العبادات والعقود فلا داعي لإعادة ذلك وإنما أريد الإشارة هنا إلى أن في السنة من يشترط العربية وفيهم من لا يشترطها في حين يؤكد المذهب الشيعي على اشتراطها وذلك يكون مؤشرا على عروبة التشيع ووضوح انتمائه للعربية شكلا ومضمونا.
من هم أئمة السنة وأقطابهم؟
لا أريد أن أعيد إلى ذهن القارئ أن أمثال هذه البحوث إنما هي من باب إشعار الطرف الآخر بأنه لا يلتزم بما هو لازم ولا أريد والله يعلم أن انتقص أي إنسان ينتمي لأي قومية كما لا أستطيع في هذه المقتطفات أن أستوعب كل الأقطاب الذين قام بناء الفكر السني عليهم وعلى أقلامهم ومواقفهم وإنما سأقدم منهم شريحة كافية للتدليل على المطلوب. إن تاريخ الدنيا منذ وجد يصنف الناس إلى صنفين: صنف يقوم مقام الروح في الجسد وآخر يمثل الجسد وصنف يقوم مقام المحرك وآخر يمثل القاطرة التي يسحبها المحرك وسنرى أن من يقوم مقام المحرك في الهيكل السني فارسي في الأعم الأغلب، ولنبدأ بمن يسمى بالمذاهب الأربعة: