هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٣٦
تشيعهم المصادر التالية (1).
بعد ملاحظة هذه الشريحة من الطبقة الأولى من الشيعة تتضح لنا أمور هامة، في موضوعنا أعرضها أمام القارئ الواعي الرائد للحق والموضوعية، وإلا فما أكثر من يقرأ ولا يتجاوز مضمون السطور عينيه، وقد يقرأ أحيانا ولا يريد أن يصدق ما يقرأ مع توفر شرائط الصحة فيما يقرأه ومع وجود الثقة النفسية بمضمون ما يقرأه، ولكنه التكوين النفسي والذهني الذي ينشأ عليه الإنسان منذ الصغر فيكاد يكون غريزة من الغرائز التي يطبع عليها الإنسان.
تعقيب على الرواد من الشيعة هذه الأمور التي ذكرت أني سأعرض لها تعقيبا على نوعية الرواد الأوائل هي:
أولا: إن هؤلاء الشيعة الذين مر ذكرهم مع أنهم كانوا من الذاهبين إلى أولوية الإمام علي (ع) بالخلافة لأنه الإمام المفترض الطاعة المنصوص عليه ومع اعتقادهم بأن من تقدم عليه أخذ ما ليس له ومع امتناع كثير منهم من البيعة للخليفة الأول واعتصامهم ببيت الإمام علي (ع) مع كل ذلك لم يعرف عن أحد منهم أنه شتم فردا من الصحابة أو تناوله بطريقة غير مستساغة بل كانوا أكبر من ذلك وأصلب عودا من خصومهم - مما يدل على أن بعض من عرف بظاهرة شتم الصحابة إنما صدر منه ذلك كعملية رد فعل لأفعال متعددة وسنمر على ذلك قريبا - إنهم مع اختلافهم مع الحكم لم يلجأوا إلى شتم أو بذاء لأنهم يعرفون أن الحقوق لا يوصل إليها بالشتم وليس الشتم من شيم الأبطال، والذي يريد أن يسجل ظلامة أو يشير إلى حق سليب فإن طرق ذلك ليس منها الشتم في شئ،

(1) الكامل للمبرد هامش رغبة الأمل ج‍ 7 ص 130، وأسد الغابة ج‍ 1 ص 35 ط أوفست حرف الألف، وج‍ 1 ص 61 طبع دمشق، وفجر الإسلام ص 267، والاستيعاب ج‍ 1 ص 280، ومدخل موسوعة العتبات المقدسة الفصل الخاص بالشيعة بقلم عبد الواحد الأنصاري.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»