هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٣٢
الصورة. قال: إن أسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي إنما مولاي رسول الله (ص) فقال النبي (ص): كأني قد دعيت فأجبت إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1).
وقد ألف في موضوع الغدير من السنة والشيعة ست وعشرون مؤلفا (2) ولا أريد التحدث بصراحة حديث الغدير في أولوية الإمام علي (ع) وتقديمه على كافة الصحابة فإن الأمر قد أشبع من قبل الباحثين ولكني أريد أن أسائل الدكتور أحمد شلبي الذي يقول إن حديث الغدير لم يرد له ذكر إلا في كتب الشيعة، فأقول له هل هناك شئ من الشعور بالمسؤولية عندك وعند أمثالك ممن يرمون الكلام على عواهنه فأنت تحمل أمانة للأجيال فمن الأمانة هذا القول إن كتب أهل نحلتك وحفاظ قومك أوردت الحديث بمصادره الموثوقة فإذا كنت لا تقرأ أو تقرأ ولا تريد أن تعرف فاسكت يرحمك الله فهو خير لك من التعرض أما لنسبة الجهل أو العصبية، ولا يقل عن الدكتور شلبي من يذهب إلى أن لفظ المولى هنا إنما يراد منه ابن العم فهو أحد معاني هذه اللفظة المشتركة ولا رد لي على هذا إلا أن أقول:
اللهم ارحم عقولنا من المسخ. إن هذه مجرد أمثلة من مواقف النبي (ص) في التنويه بفضل علي (ع) ولا يمكن أن تمر هذه المواقف والكثير الكثير من أمثالها دون أن تشد الناس لعلي ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإنسان الذي هو وصي النبي، الذي يشركه القرآن بالولاية العامة مع الله تعالى ورسوله (ص) ثم لا بد للمسلمين من إطاعة هذه الأوامر التي وردت بالنصوص والالتفات حول من وردت فيه ذلك هو معنى التشيع الذي نقول: إن النبي (ص) هو الذي بذر بذرته وقد أينعت في حياته وعرف جماعة بالتشيع لعلي والالتفات حوله وللتدليل على ذلك سأذكر لك أسماء الرعيل الأول من الصحابة الذين عرفوا بتشيعهم وولائهم للإمام علي عليه السلام.

(١) البيان والتعريف ج ٢ ص ١٣٦.
(٢) أعيان الشيعة ج ٣ باب الغدير.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»