هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٣٨
ب - ابن خلدون يقول:
كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعلي ويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك وأسفوا له إلا أن القوم لرسوخ قدمهم في الدين وحرصهم على الإلفة لم يزيدوا في ذلك على النجوى بالتأفف والأسف (1).
ج‍ - ابن حجر في الإستيعاب:
يقول في ترجمة أبي الطفيل: عامر بن واثلة بن كنانة الليثي أبو الطفيل أدرك من حياة النبي (ص) ثمان سنين وكان مولده عام أحد ومات سنة مائة ويقال: إنه آخر من مات ممن رأى النبي، وقد روى نحو أربعة أحاديث وكان محبا لعلي وكان من أصحابه في مشاهده وكان ثقة مأمونا يعترف بفضل الشيخين إلا أنه يقدم عليا إنتهى باختصار (2).
وبعد هذه المقتطفات أود أن ألفت النظر أني خلال مراجعاتي كتب التاريخ لم أر في الفترة التي تمتد من بعد وفاة النبي حتى نهاية خلافة الخلفاء من عمد إلى الشتم من أصحاب الإمام، وإنما هناك من قيم الخلفاء وقيم الإمام وحتى في أشد جمحات عاطفة الولاء لم نجد من يشتم أحدا ممن تقدم الإمام بالخلافة يقول أبو الأسود الدؤلي:
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا يقول الأرذلون بنو قشير * طول الدهر ما تنسى عليا أحبهم لحب الله حتى * أجئ إذا بعثت على هويا بنو عم النبي وأقربوه * أحب الناس كلهم إليا فإن يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن كان غيا (3)

(1) تاريخ ابن خلدون ج‍ 3 ص 364.
(2) الإستيعاب ج 2 ص 452.
(3) الكامل للمبرد هامش رغبة الأمل ج 7.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»