هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٣٠
الإمام علي (ع) والإشارة إلى مؤهلاته ثم يقف المسلمون من ذلك موقف غير المبالي وهم من هم في إيمانهم وطاعتهم للرسول (ع) ولا سيما والمواقف في ذلك قد تعددت وسأذكر لك منها.
أ - الموقف الأول:
عندما نزل قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * 214 / من سورة الشعراء قال المؤرخون: إن النبي (ص) دعا عليا (ع) وأمره أن يصنع طعاما ويدعو آل عبد المطلب وعددهم يومئذ أربعون رجلا وبعد أن أكلوا وشربوا من لبن أعد لهم قام النبي (ص) وقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القول عنها جميعا - يقول علي - وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (1).
ب - الموقف الثاني:
يقول أبو رافع القبطي مولى رسول الله (ص): دخلت على النبي وهو يوحى إليه فرأيت حية فنمت بينها وبين النبي لئلا يصل إليه أذى منها حتى انتهى عنه الوحي فأمرني بقتلها وسمعته يقول: الحمد لله الذي أكمل لعلي منته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه.. وبعد أن قرأ قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55 / المائدة. وقد أجمع أعلام أهل السنة والشيعة على نزول هذه الآية في علي (ع) ومنهم السيوطي في الدر المنثور عند تفسير الآية المذكورة وكذلك الرازي في مفاتيح الغيب والبيضاوي في

(١) تاريخ الطبري ج ٢ ص ٢١٦، وتاريخ ابن الأثير ج 2 ص 28.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»