هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢٧
فقال النبي (ص): والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة:
فنزل قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال النبي (ص) لعلي (ع) هم أنت وشيعتك.
وأخرج ابن مردويه عن علي (ع) قال: قال لي رسول الله (ص): ألم تسمع قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * إلخ هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين (1) ومن هنا ذهب أبو حاتم الرازي إلى أن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة وكان هذا لقب أربعة من الصحابة أبو ذر وعمار ومقداد وسلمان الفارسي وبعد صفين اشتهر موالي علي بهذا اللقب (2).
إن هذه الأحاديث التي مرت والتي أخرجها كل من ابن عساكر وابن عدي وابن مردويه يعقب عليها أحمد محمود صبحي في كتابه نظرية الإمامة فيقول: ولا تفيد الأحاديث الواردة على لسان النبي (ص) في حق علي (ع) أن لعلي شيعة في زمان النبي فقد تنبأ النبي بظهور بعض الفرق كإشارته إلى الخوارج والمارقين كما ينسب إليه أنه قال لعلي إنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. ولا يدل ذلك على وجود جماعة مستقلة لها عقائد متمايزة أو تصورات خاصة (3) وأنا ألفت نظر الدكتور أحمد محمود إلى أن الشيعة لا يستدلون على ظهور التشيع أيام النبي (ص) بما ورد على لسانه من أحاديث، فالمسألة كما يسميها الأصوليون على نحو القضية الحقيقية لا الخارجية، أي لا يلزم وجودهم بالفعل كما استظهر الدكتور وإنما هي صفات ذكرها النبي (ص) للشيعة متى وجدوا وأينما وجدوا، أما الاستدلال على ظهور الشيعة أيام النبي فمن روايات وقرائن كثيرة يوردونها في هذا المقام، أورد قسما منها الدكتور عبد العزيز الدوري واستعرض مصادرها (4) مع ملاحظة أنه قيد

(1) الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 376.
(2) روضان الجنات للخونساري ص 88.
(3) نظرية الإمامة ص 31.
(4) مقدمة في تاريخ صدر الإسلام ص 72.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»