وما شهدت قريش رحالا بسفر، ولا أناخت بحضر، إلا بهاشم. والله إن أول من سقى بمكة ماء عذبا وجعل باب الكعبة ذهبا إلا عبد المطلب (1).
هاشم وقيصر:
وكان هاشم سببا في اتصال المودة مع القيصر، فإن قيصر حين بلغه عن هاشم ما بلغه دعاه إليه وكلمه فأعجب به (2) وأحبه وكان هاشم حصيفا متزنا في أبهة الكرامة والعزة، وسحره ببيانه واستولى عليه بسلطان عقله وحديثه، فيصل إليه ما يريد.
وقال له مرة وهما يتحادثان: لعلك - أيها الملك - تتسع لقريش تختلف بمتاجرها إلى هذه البلدة الغنية، فتصارف رعاياك بما تحمل إليهم ما تحتاج إليه