نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٩٢
مفهوم العدل العدل في اللغة بمعنى السوية. وفى العرف العام استعمل بمعنى رعاية حقوق الآخرين، " إعطاء كل ذي حق حقه " ولكن أحيانا هكذا يعرف " وضع الشئ في موضعه " وعلى وفق هذا التعريف، يكون العدل مرادفا للحكمة، والفعل العادل مساويا للفعل الحكيم.
إذن فيمكن أن يتصور للعدل مفهومان خاص وعام. أحدهما:
رعاية حقوق الآخرين والثاني: إصدار الفعل على وجه الحكمة، بحيث تعتبر رعاية حقوق الآخرين من مصاديقه.
وعلى ضوء ذلك، فلا يلازم العدل، القول بالتسوية بين البشر جميعا، أو بين الأشياء كلها، وكذلك فان مقتضى الحكمة والعدل الإلهي لا يعنى خلق المخلوقات بصورة متساوية فيخلق - مثلا - للإنسان القرون، أو الأجنحة أو غيرها بل إن مقتضى حكمة الخالق وعدله أن يخلق العالم بصورة تترتب عليها أكثر ما يمكن تحققه من الخير والكمال. وكذلك مقتضى الحكمة والعدل الإلهي أن يكلف كل إنسان بمقدار استعداده و قابليته (1)، وأن يقضي (2) ويحكم فيه على حسب قدرته وجهده الاختياري وأن يجازيه (3) ثوابا أو عقابا بما يتلاءم وأفعاله.

1 - * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * (البقرة / 286).
2 - * (وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) * (يونس / 54).
3 - * (فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون) * (يس / 54).
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»