نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٩١
العدل الإلهي المقدمة إن الشيعة والمعتزلة في رأيهم حول موضوع العدل الإلهي وأطلق عليهما مصطلح " العدلية " مقابل الأشاعرة. ولأجل أهمية هذا الموضوع، اعتبر من المواضيع الرئيسية في علم الكلام ومميزات المذهب الكلامي للشيعة والمعتزلة.
إن البحث في هذا الموضوع يدور حول ما إذا كان يمكن للعقل بنفسه أن يدرك ويتوصل إلى ضوابط للأفعال، وخاصة الأفعال الإلهية، يحكم على أساسها بلزوم القيام بهذا الفعل، وترك الفعل الآخر. فالمحور الأساسي للخلاف يعبر عنه ب‍ " الحسن والقبح العقليين " وقد أنكره الأشاعرة واعتقدوا بأن الحسن في الأمور التكوينية هو ما يفعله الله، وأما في الأمور التشريعية فالحسن ما يأمر به الله. وليس الفعل في ذاته حسنا و لأجل ذلك يفعله الله، أو يأمر به.
وأما العدلية، فيعتقدون بأن الأفعال تتصف في ذاتها بالحسن و القبح بغض النظر عن انتسابها التكويني والتشريعي لله تعالى. ويمكن للعقل إلى حد ما أن يدرك جهات الحسن والقبح في الأفعال.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»