نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٦٣
4 - معطيات العلوم التجريبية أثبت في علم الكيمياء بقاء كمية المادة والطاقة وثباتها دائما ومن هنا فلا يمكن لأي حادث أن يوجد من العدم ولا يمكن لأي موجود أن يعرض له العدم بالمرة وكذلك ثبت في علم الأحياء أن الكائنات الحية نشأت من موجودات غير حية وتطورت بالتدريج إلى أن كان الإنسان نتيجة لهذا الارتقاء والتطور.
الجواب: أولا إن مبدأ بقاء المادة والطاقة إنما يعتمد عليه في الظواهر الخاضعة للتجربة لا في أصل المادة أو الطاقة ولا في أزليتهما وأبديتهما اللا تجريبية.
ثانيا: ان الملاك والسبب في احتياج المعلول للعلة هو الإمكان و الفقر الذاتي للمعلول لا الحدوث والتحديد الزماني ومن هنا طول عمر العالم موجب لاحتياجه أكثر لخالقه.
وبعبارة أخرى: ان المادة والطاقة تمثلان العلة المادية للكون لا العلة الفاعلية له وهما بنفسهما محتاجان للعلة الفاعلية أيضا.
ثالثا: هذه الظواهر أمثال الروح والحياة والشعور والإرادة وغيرها، ليست من قبيل المادة والطاقة لتكون زيادتها أو نقصانها منافية لمبدأ بقاء المادة والطاقة.
رابعا: ان فرضية التطور، بالإضافة لعدم اكتسابها الاعتبار والقيمة العلمية الكافية فإنها لا تعارض الإيمان بالله، وأكثر ما تفرضه هذه الفرضية هو إثبات نوع من العلية الإعدادية بين الكائنات الحية.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»