نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٥٥
وأما الإرادة بمعنى التصميم على القيام بعمل من الصفات الفعلية حيث تتحدد وتتقيد بقيود وتحديدات زمانية بلحاظ تعلقها بالأمور الحادثة. (1) إن اتصاف الله تعالى بالصفات الفعلية يعني أن تلاحظ إضافة و نسبة بين الذات الإلهية ومخلوقاتها من زاوية خاصة وفي ظل شروط معينة وينتزع من خلال ذلك مفهوم إضافي معين هو أحد الصفات الفعلية.
وفي مجال الإرادة تلاحظ هذه الرابطة وهي أن كل مخلوق إنما خلق من جهة توفره على الكمال والخير والمصلحة فيكون وجوده في زمان ومكان معينين وبكيفية خاصة متعلقا للعلم والمحبة الإلهية وقد خلقه الله تعالى باختياره دون أن يقهره أحد على هذا الخلق وبملاحظة هذه العلاقة ينتزع مفهوم إضافي يسمى ب‍ " الإرادة ". وهي تتحدد بحدود وقيود بملاحظة من جهة تعلقها بشئ محدود ومقيد ويتصف هذا المفهوم الإضافي بالحدوث والكثرة ذلك لأن الإضافة تابعة للطرفين والحدوث والكثرة في أحد الطرفين يكفي في سراية هذه الأوصاف للإضافة نفسها.
الحكمة إن تتعلق به الإرادة الإلهية أصالة هو جهة الكمال والخير في الأشياء وبما أن تزاحم الماديات فيما بينها يؤدي إلى عروض النقص والضرر على بعضها بفعل البعض الآخر منها، ولذلك فإن المحبة الإلهية للكمال تقتضي أن يوجد المجموع بشكل يترتب عليه الخير والكمال الأكثر والأغلب ومن ملاحظة هذه العلاقات والروابط يتوصل إلى مفهوم

١ - يس: ٨٢: * (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) *
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»