الدرس 54 دور الإيمان والكفر في السعادة والشقاء الأبديين المقدمة هل إن كلا من الإيمان والعمل الصالح عامل مستقل في السعادة الأبدية أم ان عامل السعادة هو مجموعتها حيث يساهم كلاهما في تحقيق السعادة دون أن يكون لأحدهما بمفرده هذا التأثير وكذلك هل إن كلا من الكفر والعصيان عامل مستقل في العذاب الأبدي أم ان هذا الأثر مترتب على مجموعهما؟
فقد اعتقد بعض الناس أمثال " الخوارج " بان ارتكاب المعصية عامل مستقل في الشقاء الأبدي بل إنه يؤدي إلى الكفر والارتداد بينما اعتقدت جماعة أخرى أمثال " المرجئة " بأنه يكفي الإيمان وحده في السعادة الأبدية ولا يضر ارتكاب المعصية شيئا في سعادة المؤمن.
والقول الحق في هذا المجال انه ليست كل المعاصي توجب الكفر و الشقاء الأبدي وان كان من الممكن لتراكم الذنوب ان يؤدي إلى سلب الإيمان وفقدانه ومن جانب آخر فلا يصح الرأي الآخر القائل بأنه مع وجود الإيمان يغتفر كل ذنب ولا تضر المعصية.