نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٢٠٦
الدنيوية فإن ذلك لا يتلاءم مع الحكمة الإلهية وخاصة مع ملاحظة اقتران الحياة الدنيوية بالمصاعب الكثيرة مثل من يبذل أقصى جهوده من أجل الحصول على لقمة العيش ثم يأكل حتى يستطيع لتحصيل اللقمة كمثل السائق الذي يقول سيارته إلى محطة وقود ليملأ سيارته منها وبعد أن يستخدمه في حركتها يواصل مسيره إلى محطة أخرى فان النتيجة المنطقية لمثل هذه الرؤية لحياة الإنسان ليست إلا الاتجاه للعبثية.
التقرير الثاني لبرهان الحكمة: فان من غرائز الإنسان الأصلية حب البقاء والخلود أودعتها يد الخلق الإلهية في فطرة الإنسان ولو افترضنا ان مصير هذا الإنسان ليس إلا أن يفنى بالموت فلا يتلاءم ايجاد مثل هذه القوة المحركة مع هذا المصير والغاية.
إذن فوجود مثل هذا الميل الفطري إنما يتلاءم مع الحكمة الإلهية فيما لو وجدت حياة أخرى غير هذه الحياة المحكوم عليها بالموت والفناء.
واتضح من خلال ذلك أيضا أن الحياة الأبدية للإنسان لا بد من أن يكون لها نظام آخر وليست كالحياة الدنيوية مستلزمة للمتاعب الكثيرة و إلا فان استمرار هذه الحياة الدنيوية بكل مستلزماتها ومتاعبها حتى لو كانت مؤبدة خالدة لا يتلاءم مع الحكمة الإلهية.
برهان العدالة ان الناس أحرار في اختيار أو ممارسة الأعمال الحسنة أو السيئة ولذا نلاحظ بعض الأفراد يقضون أعماره كلها في عبادة الله وخدمة عباده و أيضا نلاحظ بعض الأشرار والمجرمين يرتكبون من أجل الوصول لنزواتهم وأطماعهم الشيطانية أبشع أنواع الظلم وأفضع ألوان الذنوب.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»