نظرات إلى المرجعية - العاملي - الصفحة ٦٣
هو الهدف، فإن وحدة المرجعية خير من تعددها، ووحدة المرجع خير من اختلاف المراجع، وأتباعهم؟!).
لكن فات هؤلاء أن هذا الحكم ساذج، وأن الموضوع مسار عام لطائفة واسعة في عصور وظروف متعددة ومتغيرة.. وأن مضار فرض التوحيد أضعاف أضرار التعدد!!
أولا، إن قيمة المرجعية وقوتها بأن الانسان الشيعي (المكلف شرعا) يقتنع بأن هذا المرجع يصلح أن يكون حجة شرعية بينه وبين ربه، وأنه خبير في الشريعة وأمين على أحكامها، فيقلده في عباداته ومعاملاته، وحتى في فتواه في وجوب بذل ماله ونفسه..
وهذه القناعة لا تحصل بالفرض بل بالحرية.. ولا تحصل بين عشية وضحاها بالاعلام، وإن تأثرت به.. وكل تفريط بها، أو عدم أخذها بعين الاعتبار في مشاريع تطوير المرجعية.. يعني مصادرة حرية الانسان الشيعي في (التقليد الشرعي)، وبالنتيجة التخلف عن ركب جماهير الشيعة وتفكيرهم وقناعاتهم!
ثانيا، ينبغي لأصحاب مشروع المؤسسة الواحدة للمرجعية أن يسألوا أنفسهم: لو نجحنا في توحيد المرجعية في مؤسسة مثل الفاتيكان، وصار المرجع العالمي للشيعة واحدا لا معارض له..
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست