منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٤٠
مبينا) ومعلوم أنه ليس كل عاص كافرا.
وقوله تعالى عن أصحاب الجنة المذكورين في سورة القلم: (فلما رأوها قالوا إنا لضالون)، وهم لم يشهدوا على أنفسهم بالكفر.
وقوله تعالى: (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) أي تخطئ فتذكرها الأخرى.
والحاصل أن قولنا أن الأشاعرة فرقة ضالة يعني أنها منحرفة عن طريق الحق ومنهج السنة ولا يعني مطلقا خروجها عن الملة وأهل القبلة وهذا يتضح بالفقرة التالية:
2 - نصوص الوعيد ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (كلها في النار إلا واحدة) لها منهجها المنضبط في مذهب السلف عند الإطلاق وعند التعيين.
فنحن نعلم جميعا أن الله توعد قاتل النفس التي حرم الله والزاني وآكل مال اليتيم بالنار بصريح القرآن، لكن هل يعني هذا أن كل قاتل وزان وآكل مال يتيم يدخل النار قطعا، وأننا لو رأينا أحدا منهم بعينه يجوز لنا أن نعتقد دخوله النار؟
ليس هذا من مذهب السلف أبدا، وإنما مذهب السلف أن هذه النصوص تبين وتقرر حكم من فعل هذه الذنوب أما تحقق هذا فيه وتطبيق الوعيد وتنفيذه فيه فهو متوقف على شروط لا بد من تحققها وموانع لا بد من انتفائها.
فقد يقتل الرجل نفسا مؤمنة متأولا مجتهدا ج كما كان في اقتتال الصحابة رضي الله عنهم ج ويكون هذا الذنب في حقه مثل النقطة السوداء في بحر من الحسنات وأعمال التقوى.
وقد يقتله ظلما معتديا وليس له رصيد من الخير يكفر عنه هذا الجرم.
فليس هذان عند الحكيم الخبير سواء، وليس حكمهما في مذهب السلف واحدا.
وكذلك الفرق بين زان، وزان، شارب خمر وآخر، وسارق
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»