منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٤٥
بزعمهم، وكأن القوم لا يعلمون ما الذي فرقها بعد أن كانت مجتمعة، إن دعوى تقديم توحيد الكلمة على كلمة التوحيد مصادمة للحق من جهة ولسنن الله في الحياة من جهة أخرى .
وأمام القائلين بها خياران لا ثالث لهما:
1 - إما أن يلتزموا تعميم هذا الحكم على كل من انتسب للإسلام، وعليه فلا يجوز أن نثير أو نبحث خلافا أو نكتب ردا على أي فرقة تدعي الاسلام كالقاديانية والبهائية والدروز والنصيرية والروافض والبهرة والصوفية الحلولية وسائر الطوائف الكافرة، بل ندعوها جميعا إلى جمع الصف ووحدة الكلمة لمحاربة الشيوعية والصهيونية وما منها إلا من هو مستعد لذلك إن صدقا وإن كذبا.
ومن لوازم هذا ج على كلامهم ج حرق أو إخفاء كتب عقيدة الأشاعرة، لأنها تثير الخلاف مع المعتزلة وغيرهم، فهي إذن تمزق الصف وتشتت الكلمة، بل هي كما يعلم الصابوني وأمثاله تشتم أهل السنة والجماعة وهم أكثر المسلمين ، ومما يجب إعدامه أيضا مقالات الصابوني نفسها لأنه كرر فيها حكمه بالتضليل للخوارج والرافضة وهذا بلا شك يغضب الشيعة والإباضية فهو ج على كلامه ج قد فرق كلمة المسلمين أيما تفريق!!
2 - وإما أن يقولوا: كلا، لا يعم هذا الحكم كل المنتسبين للإسلام، بل لا بد من بيان كفر وضلال تلك الفرق وليس في ذلك تفريق ولا تمزيق، وإنما نريد توحيد صف أهل السنة والأشاعرة أو الفرق التي ليست ضالة ولا منحرفة !!
فنقول لهم حينئذ:
أولا: قد نقضتم قاعدتكم بأنفسكم، فلا ترفعوا هذا الشعار إلا مقيدا مشروطا إن كنتم صادقين، لكن أخبرونا بأي معيار
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 » »»