مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٠٩
الأطعمة الطيبة، ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تتمتعوا أنتم بها.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): دعوا عنكم ما لا ينتفع به، أخبروني أيها النفر، ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا له: بعضه، فأما كله فلا.
فقال (عليه السلام) لهم: من هاهنا أوتيتم. وكذلك أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأما ما ذكرتم من إخبار الله إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم ليحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا، ولم يكونوا نهوا عنه، وثوابهم منه على الله، وذلك أن الله عز وجل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم.
وكان نهى تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين ونظرا لكيلا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفان والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فإن تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، فمن ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»