وأوصياؤه من بعده بما يمتازون - بمميزاته الخلقية وعلمه الجم - عن غيرهم من الناس، سواء من ناحية القداسة والنزاهة والتقوى والعلم والأخلاق وغيرها من الصفات الحميدة والسجايا الكريمة، لأنهم امتداد لخلق الرسالة، وتمثيل لصاحب الشريعة (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقومون مقامه من بعده في تنفيذ رسالة السماء ومنهاج الدين.
ولا أظن عاقلا يرضى، ويقبل أن يمثل الرسالة المقدسة من هو فاقد لكل المقومات من العلوم والأخلاق وطيب الأرومة، مثل الشجرة الملعونة في القرآن، أو متجاهرا بالكفر والفسوق والفجور والعصيان، بالإضافة إلى طغيانه وجبروته، وسفك دماء المؤمنين الأبرياء، والحكم بما لم ينزل الله به من سلطان، بالإضافة إلى غصبه الخلافة من أصحابها الشرعيين، وزحزحة قواعد الرسالة عن أساسها.
وقلما تجد في تأريخ الحكام الأمويين ومن بعدهم العباسيين من يتورع عن سفك الدماء ونهب الأموال وإعلان الجور والجهر بالفسق والفجور وشرب الخمور في