مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٥٠٠
كانا أو فاجرين، ووفاء بالعهد بالبر والفاجر، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر (1).
وفي الصحيح عن أبي جعفر عن أبيه (عليهما السلام)، قال: أربع من كن فيه كمل إسلامه، ومحصت عنه ذنوبه، ولقي ربه عز وجل وهو عنه راض: من وفى لله عز وجل بما جعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله (2).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربعة أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه ويكافيك بالإحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر، فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك، ورجل يصل قرابته ويقطعونه (3).
وعن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس (4).
وفي وصيته (عليه السلام) للأشتر: وإياك والمن على رعيتك بإحسانك، أو التزيد فيما كان من فعلك، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك، فإن المن يبطل الإحسان، والتزيد يذهب بنور الحق، والخلف يوجب المقت عند الله وعند الناس، قال الله تعالى: {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} (5). (6) ثم عد (عليه السلام) مكارم الأخلاق:
الورع في الموثق عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت

(١) الخصال للصدوق، باب الثلاثة، ح ١٢٩، ج ١ ص ١٢٨.
(٢) الخصال للصدوق، باب الأربعة ح ٥٠، ج ١ ص ٢٢٣.
(٣) الخصال للصدوق باب الأربعة ح ٧١، ج ١ ص ٢٣٠.
(٤) الأمالي للشيخ الطوسي، المجلس السابع ح ٥٣، ص ٢٢٩.
(٥) سورة الصف: ٣.
(6) نهج البلاغة، من كتابه إلى الأشتر النخعي.
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»