مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٨٧
فجاء إلى الخزانة وسألني عن اسمي، وسألني منذ كم خرجت من بغداد فعرفته أني خرجت في أول الأسبوع، فمشى عني.
وبت في المشهد وصليت الصبح وخرجت، وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد ورجعوا عني، ووصلت إلى أوانا فبت بها، وبكرت منها أريد بغداد، فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة، يسألون من ورد عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان؟ فسألوني عن اسمي ومن أين جئت فعرفتهم فاجتمعوا علي ومزقوا ثيابي، ولم يبق لي في روحي حكم، وكان ناظر بين النهرين كتب إلى بغداد وعرفهم الحال.
ثم حملوني إلى بغداد، وازدحم الناس علي وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام وكان الوزير القمي رحمه الله تعالى قد طلب السعيد رضي الدين رحمه الله، وتقدم أن يعرفه صحة الخبر.
قال: فخرج رضي الدين ومعه جماعة. فوافينا باب النوبي فرد أصحابه الناس عني فلما رآني قال: أعنك يقولون؟ قلت: نعم؟ فنزل عن دابته وكشف عن فخذي فلم ير شيئا، فغشي عليه ساعة، وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير وهو يبكي، ويقول يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي، فسألني الوزير عن القصة فحكيت له، فأحضر الأطباء الذين أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها، فقالوا: ما دواؤها إلا القطع بالحديد، ومتى قطعها مات! فقال لهم الوزير فبتقدير أن تقطع ولا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا في شهرين وتبقى في مكانها حفيرة بيضاء، لا ينبت فيها شعر. فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قالوا: منذ عشرة أيام.
فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم، وهي مثل أختها ليس فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح!
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»