مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٨٦
كان، فقال لي الشيخ: أفلحت يا إسماعيل، فعجبت من معرفته باسمي، فقلت:
أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله.
قال: فقال لي الشيخ: هذا هو الإمام، قال: فتقدمت إليه فاحتضنته وقبلت فخذه. ثم إنه ساق وأنا أمشي معه محتضنه فقال: ارجع، فقلت: لا أفارقك أبدا.
فقال: المصلحة رجوعك، فأعدت عليه مثل القول الأول، فقال الشيخ: يا إسماعيل ما تستحيي يقول لك الإمام مرتين إرجع وتخالفه؟! فجبهني بهذا القول فوقفت، فتقدم خطوات والتفت إلي وقال: إذا وصلت بغداد، فلابد أن يطلبك أبو جعفر، يعني الخليفة المستنصر، فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه، وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض، فإنني أوصيه يعطيك الذي تريد!
ثم سار وأصحابه معه، فلم أزل قائما أبصرهم إلى أن غابوا عني، وحصل عندي أسف لمفارقته، فقعدت إلى الأرض ساعة ثم مشيت إلى المشهد فاجتمع القوام حولي، وقالوا نرى وجهك متغيرا، أأوجعك شئ؟ قلت: لا. قالوا:
أخاصمك أحد؟ قلت: لا، ليس عندي مما تقولون خبر، لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟
فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم، فقلت: لا، بل هو الإمام (عليه السلام)! فقالوا:
الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت: هو صاحب الفرجية، فقالوا: أريته المرض الذي فيك؟ فقلت: هو قبضه بيده وأوجعني، ثم كشفت رجلي، فلم أر لذلك المرض أثرا، فتداخلني الشك من الدهش، فأخرجت رجلي الأخرى فلم أر شيئا، فانطبق الناس علي، ومزقوا قميصي، فأدخلني القوام خزانة، ومنعوا الناس عني.
وكان ناظر بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة، وسأل عن الخبر فعرفوه،
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»