مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٤٤٦
فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثير المراسيل، متهم بالغلو.
كما أن كثيرا من هذه الروايات تنتهي إلى يونس بن ظبيان الذي وصفه النجاشي بقوله: " ضعيف جدا لا يلتفت إلى ما رواه، كل كتبه تخليط ".
كما أن قسما منه ينتهي إلى منخل بن جميل الكوفي، وقد نص النجاشي على كونه: " ضعيفا فاسد الرواية ". (1) الكافي كتاب حديث لا كتاب عقيدة ثم إن كل من يتهم الشيعة بالقول بالتحريف يستند إلى وجود روايات التحريف في الكافي، ولكنه غفل عن أن كتاب الكافي في نظر الإمامية ليس كالصحاح في نظر أهل السنة الذين يقولون: إن كل ما في البخاري صحيح، وإنما هو كتاب فيه الصحيح والضعيف والمرسل وما يوافق الكتاب وما يخالفه، فلا يمكن الاستدلال بوجود الرواية فيه على عقيدة الشيعة، وما يلهج به علماء الحديث في حق صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد ويقولون:
وما من صحيح كالبخاري جامعا * ولا مسند يلفي كمسند أحمد أقول: إن ما يلهجون به في حق كتبهم مخصوص بهم، فليس كل ما في الجوامع الحديثية عند الشيعة، صحاحا يستدل بكل حديث ورد فيها في كل موضوع ومورد، بل الاستدلال يتوقف على اجتماع شرائط الصحة التي ذكرها علماء الدراية والحديث، ونحن والله نعاني من عدم اطلاع هؤلاء على " أبجدية "

(1) راجع في الوقوف على نصوص النجاشي حول هؤلاء الثلاثة، رجاله: 1 / 211 برقم 190 وج 2 / 423 برقم 1211 وص 372 برقم 1128.
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 » »»