مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٤٢٨
إن وفود هذا النوع من التفكير المزيج بسوء الظن بالغيب والمعارف الإلهية، بعث المفسرين الإسلاميين من سنيهم وشيعيهم إلى التطوير في المنهج التفسيري، وإيداع مسائل جديدة في كتبهم باحثين عنها ومخضعين إياها للمشراط العلمي، وهم في ذلك بين مفرط ومفرط ومقتصد، فأفرط بعض في تأويل الآيات حسب الأسس الطبيعية والنواميس الكونية المكتشفة، غافلا عن أن هذه الآراء والمكتشفات فرضيات متزلزلة، سوف تتبدل إلى آراء غيرها، كما فرط بعضهم فتمسك بالأصول الموروثة عن الأغارقة حول السماء والعالم، وهناك طبقة وسطى مشوا بين الخطين، فلم يمنعهم التعبد بالقرآن عن التنسيق بين الوحي القرآني والنظريات القطعية الحديثة التي ثبتت بوضوح، وأيده الحس والتجربة.
لقد أثرت الحضارة الغربية على المناهج التفسيرية، فأدخلت في التفسير جملة من المسائل الفلسفية والطبيعية والاجتماعية والنفسية والمسائل العائلية إلى غير ذلك مما تقوم عليه الحياة في هذه الأعصار، فصار ذلك سببا لبروز لون خاص من التفسير لم يكن معهودا في القرون السابقة، كما أن ذلك صار سببا لرجوع المسلمين إلى القرآن من جديد كيما يتخلصوا بفضله من التيارات الإلحادية، فألفت في ذلك القرن تفاسير لا يحيط بها الباحث إلا بشد الرحال إلى البلاد وتسجيل أسمائها في رسالة مفردة، ولإيقاف القارئ على نزر يسير من الجهود العلمية التي نهض بها علماء الشيعة في هذا القرن، نأتي بأسماء أعلام التفسير فيه ونخص بالذكر المؤلفين باللغة العربية. والتي طبعت وانتشرت في البلاد، ونترك المخطوط والمؤلف بغير اللغة العربية لضيق المجال.
104 - الشيخ محمد حسين بن الشيخ باقر البروجردي، له " أسرار التنزيل " اختاره من تفسيره الكبير، وتوفي في نيف وثلاثمائة بعد الألف.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»