مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي قام بالقسط في خلقه، وعدل عليهم في حكمه، الصلاة والسلام على من كلامه، الفصل وحكمه، العدل سيد المرسلين وأفضل النبيين الخلافة.
أما بعد:
لقد قام الإسلام على دعائم متينة وأسس راسخة تمثلت في أصول الدين إلي من أبرزها التوحيد والمعاد والنبوة، وهذا ما اتفق عليه المسلمون بكافة طوائفهم ونحلهم، فلا يدخل أحد في خطيرة الإسلام إلا إذا آمن بتوحيده سبحانه ذاتا وفعلا وعبادة، وآمن بمعاده وأنه سبحانه يبعث من في القبور، وآمن بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنها الحلقة الأخيرة من نظام النبوة التي ترتبط بالسماء.
وثمة أصول أخرى وقعت مثارا للجدل والنقاش من قبل الفرق الإسلامية فمنهم من عدها من جوهر الدين وصميمه، كما أن منهم من عدها من فروع الدين، وهذه كالإمامة والخلافة بعد الرسول فهي عند السنة من فروع الدين، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع وجود إمام عادل ذي قوة وقدرة وصولة، فتكون الإمامة كالمقدمة لهذه المسؤولة الخطيرة، ومنهم من يعدها من أصول الدين لأنهم يرون الإمامة منصبا إلهيا وأن وظيفتها هي استمرار وظائف النبوة، وإن
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 11 13 14 ... » »»