مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٥
أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) *. (1) وإن إتيانه سبحانه بلفظ الأبناء بصيغة الجمع يعرب عن أن طرف الدعوى لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحده بل أبناؤه ونساؤه، ولذلك عدتهم الآية نفس النبي ونساء النبي وأبناءه من بين رجال الأمة ونسائهم وأبنائهم.
ثم إن المفسرين قد ساقوا قصة المباهلة بشكل مبسوط منهم صاحب الكشاف، قال: لما دعاهم إلى المباهلة، قالوا: حتى نرجع وننظر.
فلما تخالوا قالوا للعاقب، وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال:
والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط، فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكن، فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم.
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد غدا محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وهو يقول: " إذا أنا دعوت فأمنوا ".
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك على دينك، ونثبت على ديننا. قال: " فإذا أبيتم المباهلة، فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم ".

(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»