مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٧
وقد تركت مباهلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته أثرا بالغا في نفوس المسلمين، يشهد عليها ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟
وسمعته يوم خيبر، يقول: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، و يحبه الله ورسوله.
قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد العين، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله على يديه.
ولما نزلت هذه الآية: * (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) * دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. (1)

(١) صحيح مسلم: ٧ / 120، باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»