مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٧٦
لعمرك إني يوم أحمل راية * لتغلب خيل اللات، خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله * فهذا أواني حين أهدي وأهتدي (1) ولو أريد منه " بيت الوحي " فلازمه الاختصاص بمن بلغ من الورع والتقوى ذروتهما، حتى يصح عده من أهل ذلك البيت الرفيع المعنون، ومثله لا يعم كل من ينتمي بالوشائج النسبية أو الحسبية إلى هذا البيت، وإن كان في جانب الإيمان والعمل في درجة نازلة تلحقه بالعاديين من المسلمين.
ثانيا: قد عرفت أن الإرادة الواردة في الآية تكوينية تعرب عن تعلق إرادته الحكيمة على عصمة أهل ذلك البيت، ومعه كيف يمكن القول بأن المراد كل من ينتمي إلى ذلك البيت بوشائج النسب والحسب؟!
ثالثا: إن النظرية في جانب مخالف للأحاديث المتضافرة الدالة على نزول الآية في حق العترة الطاهرة، وقد قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتفسيرها بوجوه مختلفة أوعزنا إليها عند البحث عن القول الأول، والنبي صلى الله عليه و آله وسلم هو المبين الأول لمفاد كتابه الذي أرسل معه قال سبحانه: * (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) *. (2) فليست وظيفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم القراءة والتلاوة بل التبيين والتوضيح من وظائفه التي تنص الآية عليها.
هذا هو موجز القول في تفسير الآية ولا بأس بإكمال البحث بنقل بعض ما أنتجته قريحة الشعراء الإسلاميين حول أهل البيت وفضائلهم، على وجه يعرب عن أن المتبادر من ذلك اللفظ في القرون الإسلامية لم يكن إلا العترة الطاهرة، أعني: فاطمة وأباها وبعلها وابنيها سلام الله عليهم أجمعين، وإليك نزرا يسيرا في هذا المجال.

(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»