مذهب أهل البيت (ع) - السيد علي نقي الحيدري - الصفحة ٨
هذا وقد اقتضت سياسة السلطات القائمة - في ذلك العهد - أن لا يجعلوا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حق الفتيا في شرعهم ودين جدهم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا حق الأخذ عنهم، بل لا يؤخذ إلا بفتوى غيرهم وإن كان بعيدا.
هكذا كان نصيب ذوي القربى أهل بيت الوحي من دينهم بحيث حرم المسلمون من أخذ شرعهم الذي نزل في بيتهم عنهم. فلم يكن فقه فقيههم بفقه رسمي مشروع. ولكن لم يفت طائفة من المسلمين الاغتناء بثروة فقههم عليهم السلام، والانتفاع بذخيرة كنز علمهم، فأخذوا عنهم خاصة دون غيرهم، ولكن تحت ستار التقية من السلطات الزمنية، فعرف المنتمون لهم عليهم السلام بالإمامية الاثني عشرية واشتهروا بالشيعة لتسمية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أتباع علي عليه السلام وأولاده الطاهرين عليهم السلام بذلك كما سيأتي في أحاديث مدحه صلى الله عليه وآله وسلم للشيعة.
واجب المكلفين أشرنا في المقدمة إلى أن واجب كل مكلف التتبع والفحص عن الدين الذي ارتضاه لنا رب العالمين وعن المذهب الذي رسمه لنا الصادق الأمين، أي المنهج الذي فرض علينا سلوكه في أخذ أحكام الشريعة. ومعلوم أنه لم يكن في القرن الأول من بزوغ شمس الإسلام على ربوع هذه الأرض اسم مذهب، وإنما هو اصطلاح
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»