مذهب أهل البيت (ع) - السيد علي نقي الحيدري - الصفحة ٥
وديعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن أدى رسالة ربه، وبلغ عنه ما أمره بتبليغه، ولم يأل جهدا في النصح لأمته، وإرشادهم، وانتشالهم من هوة الجاهلية وغياهبها وأباكيلها وأباطيلها. ثم ودعهم وداعه الأخير تاركا فيهم وديعته الغالية وهو دينه الذي ارتضاه لهم رب العالمين، وشريعته التي صدع بها، وأوصاهم بتعاهدها وحفظها من الضياع والاندثار لأنها القانون الإلهي الذي سنه لعباده، ونشره في بلاده لن يرتضي منه بدلا، ولن يقبل عنه متحولا " إن الدين عند الله الإسلام " (1) " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " (2) " ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " (3).
فواجب الأمة أجمع صيانة هذا الدين من الانطماس والاندراس، والعمل به كما أنزل وشرع بغير تبديل أو تغيير، أو تحريف أو تحوير. ولكن هل دل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته على طريقة الأخذ بهذا الدين، ومنهج الاتباع لهذه السنة وعمن تؤخذ، ومن المفزع عند الاختلاف، ومن الملجأ في الملمات والمهمات؟
هذا ما سنبحث عنه في البحوث الآتية موجزا ليتناسب مع وضع الرسالة.

(1) سورة آل عمران.
(2) سورة آل عمران.
(3) سورة آل عمران.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»