مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٩١
وكذلك جاء في فرحة الغري ص (20) على ما رواه أبو عبد الله محمد ابن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في كتاب فضل الكوفة بإسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب، قال: اشترى أمير المؤمنين علي عليه السلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين " 1 " بأربعين ألف درهم وأشهد على شرائه قال: فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حطبا فقال سمعت من رسول الله (ص) يقول كوفان يرد أولها على آخرها يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب واشتهيت أن يحشروا في ملكي " 2 ".
وروي أن أمير المؤمنين " 3 " (ع) نظر إلى الكوفة فقال ما أحسن منظرك وأطيب قعرك اللهم اجعله قبري، ومن خواص تربته إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما

(١) الدهقان بالكسر والضم القوي على التصرف مع حدة، والتاجر وزعيم فلاحي العجم ورئيس الإقليم معرب ج دهاقين ودهاقنة والاسم الدهقنة - (القاموس) (٢) هذا الحديث فيه إيناس بما نحن بصدده وذلك إن ذكره ظهر الكوفة إشارة إلى ما خرج عن الخندق وهي عبارة أهلها إلى اليوم وإنما اشترى أمير المؤمنين " ع " ما خرج عن العمارة إلى حيث ذكروا الكوفة مصرت سنة سبع عشرة من الهجرة ونزل سعد في محرمها وأمير المؤمنين دخلها سنة ست وثلاثين فدل على أنه اشترى ما خرج عن الكوفة المصرة فدفنه بملكه أولى وهو إشارة إلى دفن الناس عنده وكيف يدفن بالجامع ولا يجوز أو بالقصر وهو عمارة الملوك ولم يكن داخلا في الشراء لأنه معمور - من قبل - عن فرحة الغري.
(3) تحفة العالم للعلامة السيد جعفر بحر العلوم ج 1 ص 255 طبع النجف
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»