مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٩٣
فإن من يدفن خلف الخندق * عند علي لم يخف مما لقي جاءت بما ذكرته أخبار * وعاضدتها في الورى آثار كما رأى (1) ابن بدر الهمداني * في المسجد الجامع من كوفان حين رأى مسائل الميت أتى * مع صاحب له ليلقى ميتا وهو يقول سله قبل الخندق * فإنه العباس أعور شقي فسأل الحامل بعد ما انبته * عن اسمه ووصفه فما اشتبه فقص رؤياه فسار عابرا * خندقها مسارعا مبادرا وما (2) رأي الحسين من علي * سليل شاهين الفتى الحلي إذ جاء في أغلاله يتل * فقيل خلوه فحل الغل ودفنوه في ثنايا الصحن * بصخرة موسومة للدفن فأخبر الحسين ثم انتظرا * وعين القبر لمن قد أخبرا

(١) فرحة الغري ص ١٣٧:
سمعت بعض من أثق به يحكي لبعض الفقهاء عن القاضي ابن بدر الهمداني وكان زيديا صالحا سعيدا توفي في رجب سنة ثلاث وستين وستمائة ودفن بالسهلة. قال كنت بالجامع بالكوفة وكانت ليلة مظلمة فدق باب مسلم جماعة فذكر بعضهم أن معهم جنازة فأدخلوها وجعلوها في الصفة التي تجاه باب مسلم بن عقيل رضي الله عنه ثم أن أحدهم نعس فنام فرأى في منامه كأن قائلا يقول لآخر ما نبصره حتى نبصر هل لنا معه حساب أم لا، فكشفوا عن وجهه فقال بل لنا معه حساب وينبغي أن نأخذه منه معجلا قبل أن يتعدى الرصافة فما يبقى لنا معه طريق فانتبهت وحكيت لهم المنام وقلت لهم خذوه عجلا فأخذوه ومضوا في الحال " وجاء ذكر القصة هذه أيضا في إرشاد القلوب ج 2 ص 305 " (2) الرائي العلامة حسين نجف.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»