مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ١١٨
عدة، منها بالمسجد، ومنها برحبة القصر قصر الإمارة، ومنها في حجرة من دور آل جعدة بن هبيرة المخزومي، ومنها في أصل دار عبد الله بن بريد القسري بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد، ومنها في الكناسة، ومنها في الثوية، فعمي على الناس موضع قبره، ولم يعلم دفنه على الحقيقة إلا بنوه والخواص المخلصون من أصحابه، فإنهم خرجوا به (ع) وقت السحر في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان، فدفنوه على النجف بالموضع المعروف بالغري بوصاية منه " ع " إليهم في ذلك.
وعهد كان قد عهد إليهم، وعمي موضع القبر على الناس، واختلفت الأراجيف في صبيحة ذلك اليوم اختلافا شديدا، وافترقت الأقوال في موضع قبره الشريف وتشعبت، وادعى قوم أن جماعة من طئ وقعوا على جمل في تلك الليلة، وقد أضله أصحابه ببلادهم، وعليه صندوق فظنوا فيه مالا، فلما رأوا ما فيه خافوا أن يطالبوا به، فدفنوا الصندوق بما فيه، ونحروا البعير وأكلوه، وشاع ذلك في " بني أمية " وشيعتهم واعتقدوه حقا، فقال الوليد بن عقبة من أبيات يذكر بها الإمام " ع " فإن يك قد ضل البعير بحمله * فما كان مهديا ولا كان هاديا 4 - وبالاسناد عن صفوان الجمال " 1 " قال: خرجت مع الصادق (ع) من المدينة أريد الكوفة فلما جزنا " باب الحيرة " قال صفوان! قلت:

(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»