مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٢٤
المناقضين لنهج التعبد المحض بالنص.
ولو تصفحت كتب التاريخ والحديث والفقه لرأيت أحاديث لا حصر لها في مدح أبي بكر، وعمر، وعثمان، و... ولا تجد بقدرها في العباس وحمزة وأبو طالب - أعمام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - و عبد الله بن مسعود، وبلال، وعمار، وسلمان، وعثمان بن مظعون، وأبو ذر، والمقداد.. ومن هنا اختص حديث العشرة المبشرة بالقرشيين فقط!! فليس فيهم أنصاري واحد.
وأسأل القارئ العزيز: هل فكر في سبب التعتيم على الأنصار، مع أن جيوش الإسلام كانت مؤلفة - في عمدتها - منهم، ومع أنهم السواد الأعظم في المدينة؟!
نعم، إن رجال الخط القرشي فتحوا الفجوة التي رأب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صدعها في صدر الإسلام بين المهاجرين والأنصار، حتى صارت قضية المهاجرين والأنصار من القضايا المهمة في السياسة الإسلامية لاحقا، فقد نقص عمر بن الخطاب عطاء الأنصار، وتهجم عليهم معاوية، وأخيرا جاءت واقعة الحرة في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان طامة كبرى في الانتقام القرشي من الأنصار!
9 - المعايير الغيبية في الحياة الإسلامية وانعدامها في الجاهلية:
إن الحياة الجاهلية كانت مبتنية على عبادة الأصنام وتعدد الآلهة، وكانت نظرتهم إلى الأمور نظرة مادية، وحينما جاء الإسلام، جاء ليغير تلك الأفكار، ويدعوهم إلى الله الواحد القهار، ببيانه أمورا غيبية لا يدركون عمقها وحقيقتها، كدعوته إياهم إلى الله الواحد، وإخبارهم بالبعث والنشور،
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست