مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٢٣
نفاق، وقد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم، واذكروا أن الله رغب لنبيكم عن مكة فنقله إلى المدينة، وكره له قريشا فنقله إلى الأنصار... " (1).
هذا، ولما تسلم أبو بكر زمام الأمور لم يف للأنصار بمقولته: " نحن الأمراء وأنتم الوزراء " (2).. فأبعدهم عن مراكز السلطة، حتى صرح شاعر الأنصار بذلك قائلا (3):
يا للرجال لخلفة الأطوار * ولما أراد القوم بالأنصار لم يدخلوا منا رئيسا واحدا * يا صاح في نقض ولا إمرار وقطع أبو بكر البعوث وعقد الألوية، فعقد أحد عشر لواء: لخالد بن الوليد، وعكرمة بن أبي جهل، والمهاجر بن أمية، وخالد بن سعيد - وعزله قبل أن يسر (4) -، وعمرو بن العاص، وحذيفة بن محصن الغلفاني - أو:
الغفاري -، وعرفجة بن هرثمة، وشرحبيل بن حسنة، ومعن بن حاجز، وسويد بن مقرن، والعلاء بن الحضرمي (5).
وجعل يزيد بن أبي سفيان أميرا على الشام، وأمر الوليد بن عقبة على الأردن..
ومن أراد المزيد فليراجع الكامل لابن الأثير، كي يرى التركيبة الإدارية والسياسية والعسكرية لأبي بكر، إذ ليس فيها أثر واضح للأنصار، بل غالبيتهم الساحقة من قريش ومن القبائل الأخرى، بل الكثير منهم كانوا من أعداء الإمام علي (عليه السلام) والأنصار، أو قل من أصحاب الرأي والاجتهاد

(١) الأخبار الموفقيات: ٤٧٥ ح ٣٨٦، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٣.
(٢) أنساب الأشراف ١ / ٥٨٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / 129.
(4) الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 402.
(5) الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 346.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست