مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١١٣
وخالد لا يكلمه، ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر، حتى دخل عليه، فقال عمر لأبي بكر: إن في سيف خالد رهقا، وأكثر عليه في ذلك.
فقال: يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد، فإني لا أشيم سيفا سله الله على الكافرين (1)، ولما أصر أبو قتادة على موقفه دعاه أبو بكر ونهاه عن ذلك (2).
بهذا المنطق (التأويل) وكون أعدائه (المسلمين) من الكافرين! عذر أبو بكر خالدا، لاحتياجه إليه في مواقفه الأخرى في تثبيت الحكم، وبنفس المنطق سوغ لنفسه نهي أبي قتادة عن التعرض لخالد، مع أن اعتراض أبي قتادة كان في محله، ويكتسب الشرعية من القرآن والسنة النبوية.
ب - استغلال الرئاسة القبلية:
لم يختص عمل أبي بكر بعدم تطبيقه لأوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبتعطيله لأحكام الله بعدم إجرائه الحد على خالد بن الوليد، أو بتجاوزه الحدود واختراع حدود مرتجلة، مثل حرقه الفجاءة بالنار!! بل تعدى إلى مفردات كثيرة أخرى.
منها: عفوه عن الأشعث بن قيس حين ارتد، لكونه زعيم كندة وممن يحتاج إليه في مواقف ومشاهد أخرى، وقد تأسف أبو بكر - عند موته - من فعلته بقوله " ثلاث.. وثلاث.. وثلاث " وعد من اللاتي ود فعلها ولم يفعلها: ضرب عنق الأشعث حين جئ به أسيرا، فقال: " وأما

(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست