مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ١٩٧
أقول:
إن اعتراضه بدخول النعت في نحو: مررت برجل راكب، مدفوع بأخذ قيد (النصب) في التعريف، وكان ينبغي الاعتراض بدخول النعت في نحو: رأيت رجلا راكبا، إلا أن الاعتراض يكون حينئذ قابلا للدفع بما ذكره ابن هشام من أنه يفهم في حال كذا بطريق اللزوم لا القصد، أو بطريق التضمن كما سيذكره ابن الناظم نفسه.
وقال ابن الناظم (ت 686 ه‍) في تعريف الحال: " هو الوصف المذكور فضلة لبيان هيئة ما هو له، فالوصف: جنس يشمل الحال المشتقة، نحو: جاء زيد راكبا، والحال المؤولة بالمشتق كقوله تعالى:
* (فانفروا ثبات) * (1)، ومخرج نحو (القهقري) من قولك: رجعت القهقهرى، و (المذكور فضلة) يخرج الخبر من نحو: زيد قائم... و (لبيان هيئة ما هو له) يخرج التمييز من نحو: لله دره فارسا، والنعت من نحو:
مررت برجل راكب، فإن التمييز في ذلك والنعت في ذا، ليس واحد منهما مذكورا لقصد بيان الهيئة، بل التمييز مذكور لبيان جنس المتعجب منه، والنعت مذكور لتخصيص الفاعل، ووقع بيان الهيئة بهما ضمنا " (2).
وأما الرضي الأسترآبادي (ت 686 ه‍) فقد قال في تعريف الحال:
" الأولى أن نقول: الحال على ضربين: منتقلة ومؤكدة، ولكل منهما حد، لاختلاف ماهيتهما، فحد المنتقلة: جزء كلام يتقيد بوقت حصول مضمونه تعلق الحدث الذي في ذلك الكلام بالفاعل أو المفعول أو بما يجري

(١) سورة النساء ٤: 71.
(2) شرح ابن الناظم على الألفية: 124.
(١٩٧)
مفاتيح البحث: سورة النساء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست