مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٦ - الصفحة ٣٤٧
بالملاحظات التالية:
أولا: إنه " لا حاجة إلى قولنا: (الفاعل) بل يكفي أن يقال: هو الذي وقع عليه الفعل، وإنما قلنا: الفاعل، لرفع وهم من يتوهم في قولهم: زيد ضربته، أنه مفعول به، وليس كذلك، فإن زيدا فيما فرض ليس موضوعا دالا على تعلق الفعل به، وإنما هو ههنا مخبر عنه، وإنما الضمير هو الذي تعلق به الفعل، ولما رأى المتوهم الضمير هو في المعنى لزيد توهم أنه في معنى الحد المذكور، وليس كذلك، فإن هذه الدلالة ليست وضعية، وإنما هي دلالة عقلية، والكلام في حدود الألفاظ إنما هو باعتبار الوضع اللغوي، لا باعتبار الدلالة العقلية " (1).
ثانيا: إن المراد " بالوقوع التعلق المعنوي بالمفعول، لا الأمر الحسي، إذ ليس كل الأفعال المتعدية واقعة على مفعولها حسا، كقولك: علمت زيدا وأردته... والتعلق المعنوي يشمل الجميع، فوجب حمله عليه " (2).
ثالثا: إن وقوع الفعل على المفعول به بمعنى تعلقه به هو الفارق بين الفعل المتعدي والفعل اللازم، ذلك لأن الفعل المتعدي هو الذي له متعلق تتوقف عقليته عليه (3)، ولو قال النحويون في تعريف المفعول به: " هو

(١) الأمالي النحوية ٣ / ٥٤.
(٢) الإيضاح في شرح المفصل ١ / ٢٤٤.
(٣) أ - الإيضاح في شرح المفصل 1 / 244.
ب - شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد: 201.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 353 ... » »»
الفهرست