مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ١٥٩
إن مبادرة الشيخ آقا بزرك في تعريفه للشخصيات الشيعية كانت مطابقة لمبادرة النجاشي في تصنيفه القيم لكتابه الرجالي المعروف، مع التسليم بأن كثيرا من الآثار المخطوطة في زمن الشيخ لم تكن بمتناوله، مضافا إلى بقاء عدد كبير من المخطوطات مركوما في المكتبات الخاصة - إلى الآن - بدون بطاقة تعريف، إذ كان بالإمكان أن نحصل من خلالها على معلومات جديدة.
ومن السبل التي تعيننا على معرفة مجهولي رجال الشيعة: هو الوقوف على ما هو مبثوث في هذا المجال في كتب أبناء العامة الرجالية، الكتب التي بقيت - تحت غبار المكتبات - غير مطبوعة حتى السنوات الأخيرة، فإلى جانب آلاف التراجم لعلماء أبناء العامة قد يعثر أحيانا على تراجم بعض علماء الشيعة من المناطق المختلفة.
وقد يعسر الحصول - في كثير من الأحيان - على ترجمتهم أو المعلومات المرتبطة بهم إلا في مصدر أو موضع واحد، وسبب ذلك يعود إلى أن علماء الشيعة نتيجة استقرارهم في البلاد العربية وسط مجتمعات شيعية متفرقة، لم يرد ذكرهم في الكتب الرجالية الشيعية بالرغم مما كانوا يتحلون به من علم وفضل، نعم ضبط أسماءهم أصحاب التراجم من أبناء العامة في كتبهم بما يتناسب وما يتمتعون به من مكانة رفيعة.
وقد أشرنا في ما سبق إلى أن حركة تدوين أسماء مؤلفي الشيعة قد انحصرت في القرنين السادس والسابع فقط.
ومبادرة ابن أبي طي في حلب - في القرن السابع أيضا - في تصنيف كتاب طبقات الإمامية لم تحصد ثمارها، لضياع أصل الكتاب للأسف.
لذا فالمشروع الذي قلما حظي بعناية خاصة لحد الآن، يتمثل في
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست