مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٣٥٧
مقدمة التحقيق:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وحبيب إله العالمين، البشير النذير، والسراج المنير، أبي القاسم محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
إن علم الرجال علم اقتضته الظروف الطارئة على الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، فقد كان أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمنافقين والمستسلمة منهم يتربصون للانقضاض على الإسلام وتفتيته من الداخل، بعد أن فشلوا في مواجهته وجها لوجه في ساحات الحرب وأرض الواقع.
وقد مهدت لهم الأحداث بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفرصة لذلك، ولأسباب عديدة، منها توسع رقعة العالم الإسلامي ليشمل شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد فارس وبلاد الأندلس والسند إلى حدود الصين وأجزاء أخرى، إضافة إلى أن اختلاف الأمة الإسلامية حول قضايا كثيرة أدى إلى نشوء طائفة من المنتفعين ووعاظ السلاطين، الذين كانوا لا يألون
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 355 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست