مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٣٥٠
مفعول به " (1)، مستغنيا عن تقييد الفعل بكونه متعديا بنفسه، بكون ما يقال فيه متعد بإطلاق هو خصوص المتعدي بنفسه، وهذا كاف في دفع الإشكال على تعريفه بشموله الأفعال اللازمة التي تتجاوز الفاعل إلى المفعول به بواسطة الحرف.
وعرفه ابن عقيل (ت 672 ه‍) بأنه: الفعل " الذي يصل إلى مفعوله بغير حرف الجر " (2)، محترزا بعبارة " بغير حرف الجر " من دخول ما يتعدى من الأفعال اللازمة إلى المفعول بواسطة الحرف، نحو: ذهب به، وغضب عليه.
وقال الشلوبين (ت 645 ه‍) في تعريفه: " المتعدي ما نصب مفعولا به، أو اقتضاه بواسطة، إلا أن ما نصب مفعولا به يقال فيه: متعد مطلقا، وما اقتضاه بواسطة لا يقال فيه: متعد مطلقا، وإنما يقال فيه مقيدا، فيقال:
متعد بحرف جر " (3).
ويلاحظ عليه: أن كلامه ظاهر في قسمة المتعدي إلى متعد بنفسه ومتعد بواسطة، وهذا مخالف لما استقر عليه رأي النحاة من أن المتعدي بإطلاق يختص بما نصب المفعول به بنفسه وبلا واسطة.
وعرفه ابن برهان العكبري (ت 456 ه‍) بأنه: " ما أنبأ لفظه عن حلوله في حيز غير الفاعل " (4).

(١) شرح الأنموذج في النحو، جمال الدين الأردبيلي، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف، ص ١٤٥.
(٢) شرح ابن عقيل ١ / 533.
(3) التوطئة، أبو علي الشلوبين، تحقيق يوسف المطوع، ص 193.
(4) شرح اللمع، ابن برهان، تحقيق فائز فارس، 1 / 106. المبرد الجر
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 355 357 ... » »»
الفهرست