مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٦٣
فقالت أم سلمة: قد أخبرتها، فذهبت إلى زوجها فأخبرته فزاده ذلك شرا، وقال: لسنا مثل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يحل الله لرسوله ما شاء.
فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: والله إني لأتقاكم لله ولأعملكم بحدوده (1).
وقريب منه هذا النص: جاء فتى من قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! إئذن لي في الزنا، فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا: مه مه!!
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أدن، فدنا منه قريبا فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتحبه لأمك؟
قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتحبه لابنتك؟
قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم.
ثم ذكر له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخته وعمته وخالته، وفي كل ذلك يقول الفتى مقالته: " لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك ".
قال: فوضع يده (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه.
قال الراوي: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ (2).
ومنها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيتلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم (3).

(١) الرسالة - للشافعي -: ٤٠٤ فقرة ١١٠٩، وأخرجه مسلم عن عمرو بن أبي سلمة.
(٢) مجمع الزوائد ١ / ١٢٢.
(٣) صحيح مسلم كتاب الإيمان، سنن النسائي ٦ / 142.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست