مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٦٤
وفي آخر: أبهذا أمرتم؟! ولهذا خلقتم؟! أن تضربوا كتاب الله بعضا ببعض، انظروا ما أمرتم به فاتبعوه، وما نهيتم عنه فانتهوا (1).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه غضب حين أمر الصحابة بالحلق والإحلال من الإحرام في صلح الحديبية، فلم يفعلوا، إذ شق ذلك عليهم، فانتظروا حتى أتم (صلى الله عليه وآله وسلم) مناسكه وأعماله وأحل فأحلوا، مع أن تكليفهم كان الإحلال من قبل.
وهذه النصوص التي ذكرناها تؤكد وجود اتجاه كبير يرتضي لنفسه التشريع ولا يتعبد بقول الرسول، وإن استقرار أمثال هؤلاء في صدارة التشريع بعد الرسول يبعث على التثبت أكثر من النصوص الصادرة عنهم، وهل أنها قد تأثرت بالأفكار السابقة أم لا؟ فإن معرفة هذا الترابط يجعلنا نفهم الحقائق بصورة أخرى.
والآن مع بعض الأحاديث التي كتبها الخليفة الثاني عن كتب التوراة، ومدى تأثير تلك الواقعة على سلوكه في العصر اللاحق.
مع أحاديث التهوك:
روي عن عمر أنه قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنا نسمع أحاديث من يهود، تعجبنا، أفترى أن نكتبها؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى، لقد جئتكم بها بيضاء نقية (2).
وروى الخطيب بسنده عن عبد الله بن ثابت الأنصاري - خادم

(١) كنز العمال ١ / ١٩٣ ح ٩٧٧، عن مسند أحمد ٢ / ١٧٨.
(٢) النهاية - لابن الأثير - 5 / 282، حجية السنة: 317، جامع بيان العلم 2 / 42.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست