مناقشة روايات أبي سعيد الخدري:
1 - أما ما رواه همام بن يحيى، بسنده عن أبي سعيد من أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه "، فيرد عليه بسؤال نطرحه، وهو:
هل إن جملة " لا تكتبوا " و " من كتب عني " هي حكم قطعي، وقد رفع في الزمن الأخير من عهد الرسول - كما يذهب إليه بعضهم (1) - أم إنه عام وشامل لكل العصور؟
فإن قيل بالقول الأول، فإننا نتساءل: لماذا نهى الخليفة الثاني عن الكتابة لاحقا؟! (2).
وما هو سر كراهة بعض الصحابة والتابعين للتدوين لو كان استقر الحال على التدوين في أخريات عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! (3).
وإن قيل بالقول الثاني - وهو الظاهر من العبارة - فلم دون الخليفة الأول وغيره من الصحابة الأحاديث؟! (4).