مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٢٢
الأسود مكانه، فاقترح أبو أمية بن المغيرة - والد أم سلمة - أن يحكموا أول داخل عليهم من باب السلام، فإذا بمحمد بن عبد الله دخل، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا.
فأخبر (صلى الله عليه وآله وسلم) الخبر، فبسط إزاره - وفي نص آخر طلب ثوبا - ثم أخذ الحجر فوضعه فيه بيده.
ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم رفعوه جميعا، فلما حاذى الموضع أخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده الشريفة فوضعه في مكانه (1).
نعم، كانت العرب تعز الرسول وتبجله، وتقر له بالفضل والكمال، والنبل والأمانة، والصدق في الحديث وحسن الإدارة والسياسة، وأنه كان لو دعاهم إلى أمر استجابوا إليه.
فجاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه في بداية دعوته المباركة صعد الصفاء - وهو موضع بمكة - وجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني عبد المطلب، وذكر الأقرب فالأقرب حتى اجتمعوا، ومن لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولا لينظر له ما يريد.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا في سفح هذا الجبل قد طلعت عليكم أكنتم مصدقي؟
فقالوا بلسان واحد: نعم، أنت عندنا غير متهم، وما جربنا عليك كذبا قط.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إني نذير لكم من عذاب شديد، يا بني عبد المطلب، ويا بني عبد مناف، ويا بني زهرة، ويا بني تيم، ويا بني مخزوم وأسد،

(١) أنظر: السيرة النبوية - لابن هشام ١ / ٢٠٩، البداية والنهاية ٢ / ٣٠٣، وشرح نهج البلاغة ١٤ / 129.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست